Sheikha Dr. Hind Al Qasimi

لقاء حواري مع الشيخة الدكتورة هند بنت عبد العزيز القاسمي
هي ابنة الأرض الطيبة، نموذج للمرأة المنتمية الى تراب الوطن.. دكتورة من الأسرة الحاكمة، سيدة أعمال من الدرجة الأولى ومثل أعلى يحتذى به للمرأة العربية المعاصرة.. امرأة القرن الحادي والعشرين. سيدة خليجية ابنة الامارات الحبيبة، اسهاماتها متعددة على كافة الأصعدة والمستويات. دعونا نستنير من خبراتها ونغذي أذهاننا ببعض مما حصدته من ثمار النجاح والتألق.. حروف اسمها تنسج نغما عربيا أصيلا.. هي الشيخة الدكتورة هند بنت عبد العزيز القاسمي، النموذج المشرف للمرأة المثابرة بحق. فقد تكرمت بمشاركتنا أبرز المحطات وأثرتنا بافكارها وبتقديم النصح والارشاد لكل من تصبو الى التفوق و التميز.

كونك تبوأت عدة مناصب قيادية، أيها تعتقدين أضافت لمسيرة عطائك؟
كل مرحلة أضافت لمسيرتي والحمدلله، بعدما انهيت دراستي الجامعية (درجة البكالوريوس) كنت اخصائية ومديرة مدرسة وعندما حصلت على الماجستير والدكتوراه أصبحت خبيرة تربية في وزارة التربية والتعليم/المكتب الفني آنذاك كنت مسؤولة عن متابعة مشاريع الادارات المركزية وتقييمها..بعدها قمنا بدور بارز في الأعمال التطوعية.
محطات وانجازات:
فالى جانب عملي الرسمي كنت في نادي فتيات الشارقة وبعدها أسسنا مجلس سيدات أعمال الشارقة مع نخبة من السيدات ذوات باع في مجال الأعمال ثم رشحت نفسي في مجلس سيدات أعمال الامارات، فشغلت منصب نائب مدير مدة ثلاث سنوات وبعدها ترأست المجلس لمدة ثلاث سنوات أيضا حيث تمكننا من احداث تطوير واصبح اسم المرأة الاماراتية في مجال الأعمال موجود على مستوى الدولة في الداخل والخارج. أقمنا فعاليات متنوعة في سويسرا وبريطانيا على سبيل المثال الا أنني وبعد استقالتي من مجلس سيدات أعمال الامارات أسست نادي الامارات لسيدات الأعمال والمهن الحرة وهو يعتبر اضافة للمجالس واستطعت أن أحقق من خلاله ما تعذر تحقيقه في مجلس سيدات أعمال الامارات وذلك لأنه يجمع الرجال وسيدات الأعمال على مستوى دولة الامارات العربية المتحدة وعلى مستوى باقي الدول العربية أيضا لأن المجالس في الدولة فهي على مستوى كل امارة منفردة وهناك مجلس اتحادي لكننا في نادي الامارات وسعنا وفتحنا على مستوى الدول العربية وأصبح لنا ممثلين ومقرات في كل من القاهرة، البوسنة والجزائر..أصبح اسم الامارات موجود في الداخل والخارج ودائما ما يتم الجمع ما بين اسم الدولة والامارات مثلا: مصر-الامارات، تونس-الامارات، الجزائر-الامارات، الكويت-الامارات وهكذا.

ما هو تقييمك لواقع المرأة الاماراتية وهي اليوم تشغل مناصب مهمة في الدولة؟ وهل بالامكان أن يعم النموذج الاماراتي باقي الدول الخليجية؟ العربية كافة؟ وما هي أبرز العوائق كما ترينها؟
في السابق كانت المرأة الكويتية تمثل نموذجا للمرأة الخليجية وكذلك المرأة البحرينية الا أن الأمور اختلفت اليوم حيث أصبحت المرأة الاماراتية موجودة بقوة على الساحة الخليجية وأثبتت بالفعل وصولها الى أعلى المناصب منافسة للرجل في هذا الاطار أو دعونا لا نقول "منافسة" بل شريكة معه في اعتلاء المناصب الهامة وطبعا هذا ما أتاحه لها حكام الامارات لأنهم مؤمنون أن المرأة هي نصف المجتع وهي المكمل له ومنجبة النصف الآخر ..اذن هي المجتمع ككل.
الدعم الحكومي للمرأة:
المغفور له باذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الاتحاد رحمه الله أعطى المرأة الاماراتية مكانة واحترام ومذ ذلك الحين لم تعد تابعة للرجل بل أصبحت شريكة معه؛
أما صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، قال: "أن المرأة هي روح الامارات".
اذن بالفعل فان الدعم الحكومي دفع بالمرأة الاماراتية خطوات الى الأمام فقد تمكنت من تحقيق الكثير ووصلت الى أعاى المناصب كسفيرة ووزيرة وأصبح عدد النساء اللواتي يتبوأن هذه المناصب ينافس الدول الخليجية الأخرى.
العوائق:
العوائق انما تنبع من المرأة نفسها. ذلك أنه وعلى المستويين الحكومي والاجتماعي كل شيء متاح لها.. لا أرى أية عوائق تذكر.. فمن يعيق المرأة هي المرأة!

انطلاقا من واقع نادي الامارات لسيدات الأعمال والمهن الحرة، الى أي مدى في نظرك يمكن للنشاط الاجتماعي أن يندمج في دورة الحياة الاقتصادية ويؤثر في عجلتها ويترك بصمة؟ كيف ولدت فكرة النادي؟ انتشاره؟ أهدافه؟
..انما هي مجموعة من الأنساق، فالنسق الاجتماعي يدعم النسق الاقتصادي والأخير يدعم النسق الثقافي.. ولكننا كنادي الامارات – وهو نادي اقتصادي استثماري- ارتأينا كسيدات ورجال أعمال أن نلعب دورا في المجتمع على المستوى الاجتماعي والمستوى الخيري. فخلال فترة وجيزة استطاع نادي الامارات لسيدات الأعمال والمهن الحرة أن يترك بصمات وليس بصمة!
أما بالنسبة لفكرة النادي، فقد كان لدينا بعض الاقتراحات في مجالس الأعمال تتمحور حول ضرورة الشراكة بين المرأة والرجل وعدم فصل هذا عن ذاك الا أن الفكرة لم تتحقق كما اننا كنا نطمح أن تكون المجالس فاتحة على مستوى دول الخليج والدول العربية ولكن وللأسف لم نتمكن من تحقيق ذلك أيضا فجاءت فكرة النادي بما يحقق أهدافنا ورؤيتنا.. فقد حان الوقت للتغيير وحان الوقت للتطوير. أنا أعتبر فكرة النادي فكرة متطورة تتناسب مع المتغيرات الحاصلة على مستوى العالم فهو يجمع بين سيدات ورجال الأعمال في آن ويتيح الفرصة للمرأة العربية للانضمام اليه..الى جانب قيام الشراكات الاقتصادية والاستثمارية فعلى سبيل المثال لا الحصر يقوم وفد من رجال وسيدات الأعمال العراقيين بزيارة دولة الامارات العربية المتحدة ويلتقون خلالها برجال وسيدات أعمال من الامارات ويحصل فيما بينهم تبادلا تجاريا ويتم افتتاح فرع لشركتهم في الامارات وهذا قد يطبق على مستوى لبنان والجزائر والمغرب ومصر... ففي مصر مثلا هناك العديد من الفرص الاستثمارية الآن وفرص للشراكات فدائما تطرح مجموعة من الاستثمارات تتيح للطرفين الفرصة للمساهمة فيها.

ما هي النصيحة التي تقدمها الشيخة د. هند لسيدة الأعمال المبتدئة؟
في مجال الأعمال بالذات، أرى -ومن خلال خبرتنا- أنه لايمكن أن يدار أي عمل بشكل ناجح ان لم يكن صاحب العمل على رأسه. فأنا بالذات كانت لي بعض التجارب التي كنت اعتبرها فاشلة الا أنها كانت بداية طريق النجاح؛ لا بد أن نكون نحن على رأس عملنا وألا يدار عملنا من قبل الغير. من جهة أخرى، لا ينبغي تقليد االتجارب الناجحة ولكن يجب أن يتميز كل امرئ بتجربته الخاصة ولا بد من وضع دراسة والاطلاع على واقع السوق والتعمق بالفكرة لجهة نجاحها وفشلها مع تحديد النسب ومقومات الفشل والنجاح آخذين بعين الاعتبار المشاكل التي قد تعترض تطبيقها واتمام كافة الخطوات التي تسبق تنفيذ العمل. وعليه فان تقليد نجاحات الغير، يكتب له الفشل لا محالة.

كلمة لموقع فكرتي.

انها فكرة مبدعة بكل معايرها وأتمنى لها الاستمرار والتقدم ..الا أنني وبكل صراحة لدي مأخذ.. اذ لابد من تكثيف الفعاليات ذات الصلة لاثبات الوجود فالتكرار ضروري في هذا المجال.. الفكرة مميزة و استثنائية وأتمنى لك "جود" دورا أكبر في نادي الامارات لسيدات الأعمال والمهن الحرة.


بقلم الإعلامية ليالي حمود